قصة أجمل رجال المدينه المنورة نصر بن الحجاج مع المرأه التي تغنت به
بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطوف ذات ليلة في سكك المدينة إذ سمع امرأة تقول :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبــــل *** سهل المحيّا كريم غير ملجــــاج
تنميه أعراق صدق حين تنسبه *** أخي وفاء عن المكروب فــــرّاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبــــل *** سهل المحيّا كريم غير ملجــــاج
تنميه أعراق صدق حين تنسبه *** أخي وفاء عن المكروب فــــرّاج
وكانت تقول ايضاً :
انظر إلى السحر يجري في نواظره 000 وانظر إلى دعجٍ في طرفه الساجي
وأنظر إلى شعرات فوق عارضه 000 كأنها نمال دب في عاجي
فقال عمر رضي الله عنه : لا أرى معي بالمدينة رجلا تهتف به الجواري في
خدورهن ، عليّ بنصر بن حجاج فلما أصبح أتي بنصر بن حجاج فإذا هو من أحسن
الناس وجهاً ذا طلعة بهية وجمال فتان، وأحسنهم شعراً، فقا ل عمر : عزيمة من
أمير المؤمنين لتأخذن من شعرك ( أي لنقص لك شعرك )، فأخذ من شعره فخرج من
عنده ، وله وجنتان كأنهما شقتا قمر فقال له : أعتم ( أي ضع غطاء على وجهك )
فأعتم فافتتن الناس بجمال عينيه .
ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول :
حلقوا رأسه ليكسب قبحاً 000 غيرةً منهم عليه وشحاً
كان صبحاً عليه ليل بهيم 000 فمحو ليله وأبقو صبحه
فقال له عمر : والله لا تساكنني في بلدة أنا فيها ، فقال : يا أمير
المؤمنين ما ذنبي ؟ قال هو ما أقول لك ثم سيّره إلى البصرة ، وخشيت المرأة
التي سمع منها عمر ما سمع أن يبدر من عمر إليها شيء ، فدست إليه المرأة
أبياتا وهي :
قل للإمام الذي تخشى بــــوادره *** ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أن تبينــــــــه *** إن السبيل سبيل الخائف الراجــي
إن الهوى زم بالتقوى فتحسبه *** حتـــى يقرّ بإلجـــــــام وإســــــراج
لا تجعل الظن حقا أن تبينــــــــه *** إن السبيل سبيل الخائف الراجــي
إن الهوى زم بالتقوى فتحسبه *** حتـــى يقرّ بإلجـــــــام وإســــــراج
فبكى عمر رضي الله عنه عندما سمع الأبيات وقال : الحمد لله الذي زم( أي
شد ) الهوى بالتقوى ، قال : وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة ، فخرجت أمه يوما
بين الأذان والإقامة متعرّضة لعمر ، فإذا هو قد خرج في إزار ورداء وبيده
الدرّة . فقالت له : يا أمير المؤمنين والله لأقفن أنا وأنت بين يدي الله
تعالى يوم القيامة ، وليحاسبنك الله ، أيبيتنّ عبدالله وعاصم إلى جنبك ،
وبيني وبين ابني الفيافي والأودية ؟ فقال لها : ابنيّ لم تهتف لهما العواتق
في خدورهن . ثم أرسل عمر إلى البصرة بريدا إلى عتبة بن غزوان فأقام أياما
ثم نادى عتبه ، من أراد أن يكتب إلى أمير المؤمنين فليكتب فإن البريد خارج ،
فكتب نصر بن حجاج : بسم الله الرحمن الرحيم : سلام عليك يا أمير المؤمنين ،
أما بعد فاسمع مني هذه الأبيات :
لعمري لئن سيرتني أو حرمتني *** وما نلت من عرضي عليك حرام
فأصبحت منفيا على غير ريبــة *** وقد كان لي بالمكتين مقــــــــــام
لئن غنت الذلفاء يوما بمنيـــــة *** وبعد أماني النساء غــــــــــــــرام
ظننت بي الظن الذي ليس بعده *** بقاء ومالي جرمة فـــــــــــــــألام
فيمنعني مما تقول تكرّمــــــــي *** وآباء صدق سالفون كـــــــــــرام
ويمنعها مما تقول صلاتهـــــــا *** وحال لها في قومها وصيــــــــام
فهاتان حالان فهل أنت راجعي *** فقد جبّ مني كاهل وسنــــــــــــام
فأصبحت منفيا على غير ريبــة *** وقد كان لي بالمكتين مقــــــــــام
لئن غنت الذلفاء يوما بمنيـــــة *** وبعد أماني النساء غــــــــــــــرام
ظننت بي الظن الذي ليس بعده *** بقاء ومالي جرمة فـــــــــــــــألام
فيمنعني مما تقول تكرّمــــــــي *** وآباء صدق سالفون كـــــــــــرام
ويمنعها مما تقول صلاتهـــــــا *** وحال لها في قومها وصيــــــــام
فهاتان حالان فهل أنت راجعي *** فقد جبّ مني كاهل وسنــــــــــــام
قال : فلما قرأ عمر رضي الله عنه الأبيات ، قال : أما ولي السلطان فلا ،
وأعطاه دارا بالبصرة فلما مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجع نصر بن حجاج
إلى المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق